فبراير
17
حوار مع الإعلامية والكاتبة سهير علي أومري
أجرى الحوار موقع حياة أمَّة
http://www.h-umma.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=128:حوار-مع-الإعلامية-والكاتبة-سهير-علي-أومري&Itemid=60&tabslider=tab12
السلام عليكم ورحمة الله أستاذة سهير
سعيدون بهذه اللحظات التي نقضيها معك.
ونحب أن نبدأ معك إن سمحتِ بماذا تعني كلمة الحياة عند الأنثى ؟
لا أعتقد أن الإنسان ذكراً كان أن أنثى يدرك معنى الحياة وقيمتها ويبصر أبعادها إلا عندما يصل إلى مرحلة يظن فيها أن أبواب الحياة قد أغلقت وأن فائدته في الحياة باتت محدودة إن لم تكن قد تلاشت ثم يجد أن حدثاً ما أو أحداً ما يقف في طريقه فيعيده إلى جادة الحياة فتوهب له فيحيا من جديد، عندها فقط يدرك قيمة الحياة وسننها وقوانينها ويكون أكثر قدرة على مواجهة المواقف وإدارتها والتعامل معها… وعندها يكون قادراً على مد يد العون لكل من ضاقت بهم الحياة ليعيد لهم الأمل بقادم جديد فيهبهم القوة والتفاؤل والأمل والتصميم….
كيف تحقِّق المرأة حياة الأمة وكيف تكون شريكة في ذلك؟
لقد خلق الله تعالى المرأة ووهبها صفات وقدرات خاصة جعلها مكملة للرجل لإتمام عملية الاستخلاف التي خلقهما من أجلها، ففضَّلها على الرجل بما وهبها من عاطفة فيَّاضة ومشاعر جيَّاشة، وهذه الصفات ذات أهمية بالغة في صناعة الحياة، وذلك عندما تستطيع المرأة أن تجعل عاطفتها هذه مصدر رحمة وتقدير وتعاطف مع من حولها، فترحمهم، وتحنو عليهم، وتعينهم، وتهبهم من دفء قلبها ورقة إحساسها، فتليِّن قلوبهم وترسم الأمل في قلوبهم… كما تسهم في حياة الأمة عندما تعرف موقعها في الحياة وتدرك دورها فيما استخلفها الله تعالى وجعلها راعية فيه، فتسخر فطرة العطاء التي فطرت عليها في إعمار الأرض وبنائها.
ما المعوقات والحواجز التي تقف بوجه المرأة في طريق نهضتها ؟
العوائق تقسم إلى قسمين:
عوائق سببها المرأة نفسها ، وعوائق سببها المجتمع من حولها
أما التي تكون هي سببها فتتعلق بعاطفتها حيث تقف عاطفتها عائقاً وحاجزاً في طريق نهضتها وسعيها الجاد في العمل والبناء، وذلك تسمح لهذه العاطفة أن تكون مصدر ضعف لها، فتحيد بسببها عن الحق أو تجعلها تضعف أمام المغريات، أو تنجرف وراء توافه العادات وأساليب الحياة كانشغالها بالعناية بمظهرها وشكلها على حساب مكنونات نفسها وعقلها، فتغدو دمية جميلة لا رأس مال لها سوى بعض المساحيق والملبوسات دون الالتفات إلى ما عليها بناؤه في نفسها من علم ومعرفة وفكر وثقافة وخبرة…
أما العوائق التي يسببها المجتمع فهي على نوعين:
الأول: الاستهانة بقدراتها وشأنها ودورها في قيادة دفة القيادة وبنائها، والتعامل معها على أنها درجة ثانية في الحياة لا وظيفة لها إلا أن تكون خادمة ترعى مصالح الرجل سواء أكان زوجها أو أخاها أو والدها أو حتى ابنها، وهذه النظرة التي تنشأ الفتاة عليها وتتأصل فيها تشلّ ملكاتها ومواهبها وقدراتها وتعطِّل دورها في البناء لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وعندما تغدو المرأة فاقدة للمقومات الفكرية المناسبة فإنها لن تستطيع أن تساهم في تقدُّم ركب الحياة…
والمؤسف في الأمر أن بعض المتذرعين بتقليل شأن المرأة واقتصار دورها في الحياة على خدمة الرجل ورعاية مصالحه ينسبون هذا إلى تعاليم الإسلام وأحكام القرآن، في الوقت الذي لم تجد فيه المرأة دستوراً يحميها ويمنحها الحق في كل شيء كتعاليم الإسلام وأحكام القرآن، فالله تعالى لم يجعل لأحد الجنسين فضلاً على الآخر، ففي الوقت الذي فضَّل الله تعالى فيه الرجل بالقوة الجسدية التي تؤهله للعمل والكسب فضلها الله تعالى بالطبيعة النفسية الرقيقة التي تؤهلها للحمل والإنجاب والولادة والتربية وجعل الله بين صفاتها وصفات الرجل تكاملاً من شأنه أن يعمر الأرض ويجعل الحياة تستمر عليها، ثم ساوى الله تعالى بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات كحق الحياة والعلم والعمل والكسب، وجعل لها من الأجر والثواب كما للرجل تماماً قال تعالى في سورة النساء: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) (النساء 124)
وقال في سورة النحل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل97)
وغيرها وحتى عندما أمر الله تعالى المرأة ببعض التكاليف كالحجاب فما ذلك إلا رعاية لها وتركيزاً على دورها الفكري والنفسي في بناء الحياة دون أن يكون لشكلها ومفاتنها أي دور في ذلك.
أما النوع الثاني الذي يسببه المجتمع من العوائق فهو استغلال المرأة عن طريق إقناعها بمبادئ براقة وقيم وشعارات لماعة ظاهرها فيها الاحترام والتقدير وباطنها فيها الاستغلال والاتِّجار بها وبكرامتها وقيمتها الإنسانية، ومن هذه القيم والشعارات: تحرير المرأة، وحقوق المرأة، والحرية الشخصية وغيرها من المبادئ التي من شأنها أن تجعل المرأة أداة ووسيلة للربح والبيع والشراء، وترويج المنتجات والسلع… ذلك لأن هذه الشعارات والمبادئ تتوجه إلى مظهر المرأة وشكلها الخارجي فتقدم لها نموذج المرأة الغربية ليكون قدوة لها بكل مقومات حياتها دون مراعاة للمنظومة القيمية والأخلاقية والدينية والبيئة الاجتماعية التي ترتبط بأمتنا الموجودة في عمق هذا الشرق، والتي تقوم في ركيزتين أساسيتين وهما: أنها أمة عربية وإسلامية وأية محاولة لتشويه إحداهما سيجعل أفراد هذه الأمة رجالاً كانوا أو نساء كائنات ممسوخة لا شرقيةً ولا غربيةً كائنات لا هوية لها ولا ملامح…
كيف تتخلص المرأة من المشاكل التي تواجهها لكي تسير في ركب الإصلاح؟
أول درجات الخلاص هو الوعي، فكما العلاج لا يكون إلا بالاعتراف بالمرض واكتشاف أعراضه والرغبة في علاجه، كذلك أول ما على المرأة فعله لتسير في ركب الإصلاح هو أن تعي وتبصر وتتبصر واقعها، وتدرك حقيقة الدعاوى البراقة التي تطالعها صباح مساء، والتي تدعوها للحرية تارة والتحرر تارة أخرى، دون أن تدرك حقيقة هذه الدعاوى وما وراءها من حيل تسعى لاستغلالها بما يعود على النخاسين وتجار الرقيق الأبيض من أرباح وأموال، وما يحقق لهم من فساد يسعون إليه في مجتمعاتنا…
مع العلم أن نخاسة العصر الحديث لم تعد بالضرورة بائعين يأسرون حرية النساء، ويبيعونهم على الملأ في سوق النخاسة، بل غدا اليوم سوق النخاسة محطات فضائية ومجلات ورقية وإليكترونية…..، وغدا النخاسون إعلاميين ومستثمرين وأصحاب شركات وماركات عالمية ومصممي أزياء وأصحاب شركات إنتاج فني وغيرهم كُثُر.. وغدا سوق النخاسة يمتد على طول الكرة الأرضية وعرضها يجتمع أباطرته بكبسة زر، وتعرض بضاعته بكبسة زر، وتباع فيه النساء وتشترى أيضاً بكبسة زر، والمؤسف أن المرأة هنا تمارس طقوس البيع والشراء والاستغلال وهي تضحك وتبتسم، وتظن أنها تمارس حريتها وتتمتع بحياتها ولا تدري أنها تباع وتشرى حتى يتقدم بها السن عندها تكون قد فقدت ما لا يعوَّض وفرطت بما لا يُستعاد…
بعد هذا الوعي الذي على المرأة إدراكه يأتي دور العلم بشقيه الديني والكوني، والعلم الديني لا يقتصر على معرفة كيفية أداء الشعائر والفرائض، بل يتعداه لتعميق الثقة بأحكام الله التي تخصها والتيقن بأنها أحكام وجدت لأمنها وحصانتها واستقرارها، وأن بها تتمكن من إعمار الكون والحياة على نحو من الراحة والأمان والسعادة.
ذلك لأن قلَّة العلم يجعل المرأة لقمة سائغة بين أنياب التيارات الفكرية المنحرفة، وخاصة أننا سمعنا ونسمع هذه الأيام الكثير من الدعاوى التي تتوجه إلى المرأة لتقنعها بوجوب تغيُّر الأحكام بتغيُّر الأزمان، وأن أحكام الإسلام غير عادلة بحقها، وأن منها ما وجب إلغاؤه في عصرنا… كل هذا يجعل بينها وبين دينها هوّة سحيقة، فيتزعزع ارتباطها بدينها وخالقها، ويجعلها كائناً غير متوازن تتخبط بين المذاهب والتيارات الفكرية…
أما العلوم الكونية فبها تتسع آفاقها وتنمو مداركها وقدراتها العقلية والذهنية وتكون أقدر على إفادة المجتمع والتعامل مع الآخرين…
وأمر آخر مهم لتتخلص المرأة من مشاكلها يكمن في أن تثق بنفسها، تسبر أغوار ذاتها، وترحل داخلها لتكتشف نقاط ضعفها ونقاط قوتها، فتحاول أن تتدارك ضعفها وتركز على نقاط القوة التي تملكها لتفعِّلها في حياتها، وتستثمرها في نفع الكون والبشرية.
لكِ موقع إنسان جديد، كيف تكون المرأة إنسانا جديدا؟
تكون المرأة إنساناً جديداً عندما تكون قادرة ومؤهَّلة لأن تضع في بنيان هذه الحياة لبنة أو تضيء في دربها شعلة.. وإنَّ أمتن لبنة تبنيها وأنور شعلة توقدها هي تلك النفوس الغضة التي تعبَّدَها الله تعالى بتربيتها ورعايتها، والتي إن تخلت عن دورها معها فلن يقوم بهذا الدور أحد سواها….
إنهم أبناؤها الذين عليها أن تُعِدُّهم على نحو يكونون فيه مؤهلين لبناء المستقبل الذي نحلم به ونرجوه لأمتنا.. هذا الدور الذي لا يعدله دور… إنه الدور الباقي والممتد من بعدها عندما تقدم لهذه الحياة دعامات يرفعون صرحها ويعلونه شاهقاً متيناً لا تزعزعه ريح ولا يزلزله إعصار…
وهذا الدور في التربية والتأثير تستطيعه المرأة بل هي الأقدر عليه على الدوام في كل نفس حولها كبيراً كان أم صغيراً ذلك لأنها تمتلك من المواهب النفسية والروحية ما يؤهلها لأن تليِّن الحديد وتطوِّع الصخر…
وأذكر زوارنا الكرام أن الأستاذة سهير تشرف على موقع إنسان جديد وهو موقع رائع ومفيد فيه من المقالات والطرح الشيء الهادف والجميل.
ختاما أستاذة سهير ، ما النصائح التي تهديها للأنثى: الأم والبنت والمصلحة؟
1- ارحلي إلى نفسك ذات يوم فافهميها واعرفي حاجاتها وتبصري عيوبها ونقاط ضعفها ونقاط قوتها.
2- صارحي نفسك بكل ما اكتشفت فيها ولا تهربي منها مهما اعتقدت أن المواجهة ستكون صعبة أو مؤلمة.
3- أحبي نفسك مهما كانت وثقي بها وبقدراتها فإن لم تحبيها وتثقي بها فتأكدي أنك لن تجدي أحداً يحبك أو يثق بك… وهذا لا يعني بحال من الأحوال حالة العجب أو الكبر أو الغرور بل هي حالةُ تصالحٍ مع الذات لقبولها ومصادقتها والابتعاد عن جلدها بل رعايتها كطفل صغير يمكن أن يخطأ فيوبَّخ ويُعنَّف، ولكنه لا يُجلد ولا يُرجَم ولا يُقتَل ذلك لأن المرأة حساسة بطبيعتها مما يجعلها تصاب بانهيارات نفسية تكبلها وتلغي وجودها وإن بقيت على قيد الحياة، وذلك عندما تصادفها أزمات أو شدائد لذا عليها أن تعطي لنفسها مساحة تتوقع فيها أسوأ ما يمكن على ألا تقبل هذا الأسوأ منهجاً لحياتها، بل تسارع إلى تداركه وإعادة صياغة واقعها دائماً بناء على تجاربها وخبراتها.
4- وأذكرها بأن الحياة لا تفتح ذراعيها إلا لمن أراد الحياة، وقرر أن يقف في هذه الحياة مع أحيائها لأن في الحياة أموات كثر جاؤوا إليها وغادروها دون أن يتركوا خلفهم أثراً.
5- وقبل كل ما ذكرت وبعده أوصيها بأن تتلمس منابع عزتها وفخرها وراحتها وأمانها واطمئنانها في رحاب أحكام الله وتعاليم دينها دون أن تنجرف وراء كل ناعق أو تنقاد خلف كل سراب لامع…
6- وأختم كلامي بان أذكرها بألا تنسى أن حياة نفس واحدة تعني حياة الناس جميعاً قال تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) وأن الحياة كثيراً ما توهب بكلمة طيبة أو عمل بسيط .
نشكر الأستاذة سهير علي أومري الكاتبة والإعلامية على ما أتحفتنا به من كلام رائع يصب في ميزاب الحضارة والتفهم للأمور، وهو يدل ويمثل المرأة المسلمة الواعية التي تسير في طريقها وهي تدرك كل ثغر موجه إليها، وقد أثرت هذا اللقاء بنقاط مهمة للمرأة وما ينبغي عليها أن تفعله وأن تتيقظ له فهو كلام من حواء إلى حواء، وهي أدرى وأفهم بما يراد ويحاك للأنثى وما يروج لها عبر الشاشات والمواقع. نشكر لها طرحها ونرجو أن تكونوا قد استفدتم من ذلك. على أمل أن يتكرر لقاءنا معها في محاور أخرى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياة أمَّة
الثلاثاء , 15 فبراير 2011 01:02
كُتب هذا الموضوع
في الخميس, فبراير 17th, 2011 الساعة 11:24 م في قسم غير مصنف, محـطـات.
يمكنك متابعة الردود عبر خلاصات RSS 2.0.
ويمكنك اضافة رد, او اضافة تتبع لهذا الموضوع عبر موقعك.
نور جندلي
يستحق هذا الفكر المتميز أن تسلّط عليه الأضواء، فنحن في زمن نحتاج فيه إلى قدوات تعاصر مشكلاتنا، وتثبت أن النجاح ممكن، وأن التغيير للأفضل بيد أصحاب الهدف والهمم العليّة…
أحب قلم سهير أومري الواثق القويّ المدافع عن الحق، وأسأل الله تعالى لها كل التوفيق والنجاح…
admin
أستاذة نور أهلا بك في رحاب موقعك المتواضع… شرفني مرورك وأعتز بثنائك وتقديرك… أعزك الله وأكرمك بما هو أهل له… بارك الله بك وبقلمك وبهمتك وعلمك وعملك… وجعل الله ما نقول وما نعمل خالصاً لوجهه الكريم حجة لنا لا علينا….
Shatha
بداية شكرا كتير لانك استضفتيني بالموقع و كلامك بلسم بيشفي كل عليل ، هلأ انا كل يوم قبل ما نام بيقول بكرة بدي اصحى كون وحدة تانية ، بس ضغوطات الحياة بتخليني واقفة بمكاني ، ما عم احسن اتحرر من شي ،ما عمل شي ، بدي كتير قصص تتغير ، بس لا حياة لمن تنادي .
admin
أهلا بك أخت شذى… بالنسبة لما تفضلت أقول لك: لا شك أن مشوار التغيير إلى الأحسن مشوار طويل جداً وعوامله عديدة ولقد قلت إنك تطمحين للتغيير ولكننا كم وكم نردد هذه الجملة ولكن كم بذلنا حقيقة من جهد أرواحنا ونفوسنا من أجل هذا التغيير… عزيزتي إن التغيير يتجاوز اماني النفس إلى العمل الجاد والصبر النتائج وتحمل الصعاب… فلا نتخيل أن أنفسنا التي نريد تقويمها ستكون طيعة سهلة لينة… لا بالتأكيد الأمر يبدأ بالوعي ثم بالعلم ثم بالبذل مع الصبر وصدق الطلب منه سبحانه….
أرجو أن أكون قد قدمت لك بعض النقاط… وأرجو ان تبحري معنا في رحاب هذا المكان المتواضع الذي أسأل الله تعالى أن يجد فيه كل راغب بتغيير نفسه ما يعينه على البدء من جديد ليكون ذلك الإنسان الجديد الذي به تبدأ النهضة وعليه تقوم….
Maysa Akkad
Thank you for this valuable article and I am always waiting for your articles
توفيق
حوار صريح ويمس نقاط حساسة تخصنا جميعا والمرأة خصوصا، نتمنى للأخت سهير مشوار ناجح وعطاء أكثر لتفيد الأمة بما تجود به أفكارها وأناملها عبر هذا الفضاء الإعلامي.
م.س
موضوع رائع بتحليله لمكانة المرأة في شرع الله ودورها العظيم في رسم معالم مستقبل الأمة.
لقد ذكرني هذا اللقاء بأمر طالما استوقفني :
إن كل فرق الإسلام المتوافق منها أو المختلف يجتمعون على أساسيات كثيرة من أهمها شعيرة الحج والعمرة وخطوات أداء تلك المناسك , والتي تتقاطع في شعيرة السعي بين الصفا والمروة, حيث يتقمص فيها كل مسلم خلال أدائها شخصية إسلامية عظيمة ورمزا للصبر وتحمل أعباء بناء نواة لمجتمع فاضل, إن السيدة هاجر قد حمّلها الله مسؤولية رعاية بذرة من أعظم جذور مستقبل الدعوة إلى الله في حيز وبيئة ليس فيها أي بصيص أمل من وجهة النظر البشرية والعقلية, ويصعب على أكثر الرجال إيمانا الصبر على مثل ذلك التكليف أو الرضا بما لا يمكن إبصاره إلا بمثل ذلك الفيض من التسليم. مكانة للمرأة في الإسلام يجب مراجعة جزئياتها في سطور رسالة الله الأخيرة للبشرية ونهج أهل بيت سيد الخلق رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام.
أحلام الحنفي
ما شاء الله أخت سهير لقد أحسنت تشخيص المرض وعرض علاجاته في ما يتعلق بحال المرأة شخصيتها نفسيتها، ونظرة المجتمع لها..
أسأل الله تعالى أن يبارك في قلمك وفكرك ويديم هذا الموقع الذي ينقل الفكر الراقي لقراء سائرون في ركب النهضة أو يتوقون لها..
وأن يكون كل منا في موقعه عوناً لإخوانه لصناعة الإنسان الجديد الذي يأخذ على عاتقه حافز التغيير من نفسه أولا لنطلق إلى دائرته ومجتمعه ثانيا..
أماالذين يزعمون بأن الإسلام لم ينصف المرأة فإنهم لم يفهموا الإسلام بعد، ومن المؤسف المبكي ما ذكرته من كون المرأة مشاركة بإرادتها في تبخيسها وتجريدها من إنسانيتها التي تنعكس بدورها على المجتمع وهبوطه…
ولم أن تقرؤوا سورة الأحزاب بتمعن وتدبر لتنظروا إلى غاية اللطف الرباني في رعاية مشاعر المرأة وأحوالها وتبيان نفسيتها..
بوركت أختنا العزيزة وإن شاء الله إلى مزيد من التميز