ثورة ( ملتزم ــــة )

سبتمبر
16

بقلم : سهير علي أومــري



#########

يدخل كثير من الملتزمين دينياً وسلوكياً في مرحلة نهاية سن الشباب بحالة من التخبط بين حاجات النفس وواقعها …
يتوقف الواحد منهم  مع ذاته فيشعر أنه قصَّر في حقها ، وأنه لم يمنحها ما أرادت ، وأنه لم ينل من الحياة ما كان يأمل به ويطمح إليه …. هنا يقرر أن يتحول أن يعيِّر مساره … هنا يقرر أن يثــــور على حياته
يأخذ بترديد الكثير من العبارات التي يعبر بها عن رغبته بالتفوق والريادة والارتقاء وتغيير العالم ، وأنه الآن فقط بدأ بالطريق الصحيح الذي سيؤهله لأن يكون أفضل وأكثر سعادة,,, وأكثر جدوى للحياة ,,,,,,
وينطلق…..
يتعرف على أناس جدد ,,,, يغيِّر عمله ,,,, يغيِّــر شكله ,,,, يغيِّر  ملابسه ,,, وربما ( يترك أسرته أو يغيّـرها أيضاً !! )
المشكلة أين تكمن.. ؟!!
تكمن في أنه ربما يحقق لذاته الكثير مما بدا له أنه إنجاز ، ولكنه في الحقيقة يغفل على أمرين في غاية الأهمية:
الأول: على حساب من كان هذا التغير في حياته ؟؟!!
كم من الظلم أنزل بأهله ، بأسرته ، بأصدقائه ، بمن يحبه ، بمن يعمل معه!!؟؟
الثاني: أن كل ما غيَّـره في شخصيته وهو يسعى ليكون أفضل لا يخلو من زاوية انحراف ولو بسيطة حاد بها عن الجادة الصحيحة…
في البداية لا يشعر بهذه الزاوية … ثم تغلفها له نفسه بمئة اسم واسم ، تارة ضرورات العمل الجديد ، وتارة تطور فكري ، وتارة تنمية بشرية ، وغيرها
ثم يأتي علمه الديني كله الذي تعلمه على مدى أربعين عاماً ليستنبط منه أحكاماً وأدلة تقول له: إنه كان متشدداً زيادة عن اللزوم ، وإن كل ما هو فيه اليوم صحيح وحلال ولا غبار عليه ….
وتمر الأيام ….. ثم يأتي يوم يكون قد فات وقته ، وسكنت ريحه ، وخمدت ناره ، فينظر في المرآة فلا يعرف نفسه ،  وينظر خلفه فلا يجد شيئاً من جذوره ينتظره ,,,, وينظر حوله فيرى واقعه هشاً ليس فيه عصا صلبة يتكئ عليها ، ولا جداراً متيناً يسند ظهره إليه …. فلا يعود له ماض ينتمي إليه ولا حاضر يلجأ إليه…
عندها يدرك ان البداية التي ظنها حياة جديداً لم تكن إلا سراباً عجل له النهاية .. النهاية الأصعب التي يشهدها وهو على قيد الحياة…

**************************
مراجعة على الطريق … وابتكار للمكابح .. وضبط للخطوات …
لتبقى كلمة #ثورة تعني ارتقـــاء

الردود 3

الردود 3 على موضوع “ثورة ( ملتزم ــــة )”

  1.  ابن المدينة المنورة

    بسم الله الرحمن الرحيم ،، فقد بلغني أن الله عز وجل قال : (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين & الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون & أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) ،،
    عظم الله أجر الأستاذة سهير في وفاة والدها ، أسأل الله عز وجل أن يرحمه ويجمعها وإياه في الجنة ويعوضها خيرا ، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان ..
    هذا حال الدنيا ، وكلنا إلى الموت سائرون ، حسبك مواساة أنه مات وهو راض عنك …
    والبركة في ولديك جعلهم الله قرة عين وبهجة فؤاد ..

  2.  admin

    شكر الله سعيكم … آمين .. نسأل الله للفقيد الرحمة ولأهله الصبر والسلوان .. شكرا لمواساتكم وتعزيتكم .. بارك الله بكم

  3.  طالع

    دخول الملتزم دينيا في حالة التخبط المزعومة بنظرك ، ، دليل على ان هناك من لا يعرف الالتزام ولم تسول له نفسه حتى القراءة عن ماهية الالتزام أصلا ، ، ثم ان حصل من وجهة نظرك بداية حالة تخبط للملتزم الذي تجاوز الأربعين ، ، فماذا نقول لمن رضع الانحراف وتشبع فكره بالانحلال منذ صغره وهو الان لم يتجاوز الثلاثون ، لا شك ان هذا لن تكون له بداية ولو تجاوز الثمانين ، ، لانه سبق الى نهايته منذ ان كان في حجر أمه .

أضف رد