أكتوبر
15
شارك برأيك….
كلنا نتطلع إلى تنمية الحس الإيماني لدى أجيالنا وتكوين قاعدة متينة من الثوابت والحدود الدينية في نفوسهم فنسعى جاهدين إلى ترسيخ شعائر الدين والعبادة وتعزيزها لديهم كالصلاة وغيرها…
ولكن هل فكرنا يوماً أننا عندما نرغبهم بالعبادات نسلك طريقة في الدعوة نشجعهم فيها على المعاصي والذنوب!!!
كيف يكون ذلك؟؟

عندما ننطلق في دعوتهم لإقامة الصلاة أو القيام بالعبادات المختلفة من الحديث الذي يؤكد فيه صلى الله عليه وسلم أن هذه العبادات هي كفارة لما بينها من الذنوب فالصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينها والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والذي يصوم شهر رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى يغفر الله له ما تقدم من ذنبه… وهكذا لتغدو العبادات المختلفة ممحاة سهلة يمتلكها كل مؤمن ليمحو بها ما يفعل من الذنوب… إذن لا مشكلة فيما يرتكبه من ذنوب طالما أنه يقوم بالعبادات التي تمحو هذه الذنوب وطالما أن الحسنات يذهبن السيئات…
من هنا يبدأ انفصال الدين كعبادات وشعائر يقوم بها المسلم عن الأخلاق والسلوك الذي ينطلق منها إلى الكون ومن هنا تتكون صورة المسلم المصاب بانفصام في الشخصية… ليصبح ذاك الناسك العابد المقيم لشعائر الله وفرائضه وذاك الكاذب المداهن المرائي في آن واحد…
والآن ربما سيقول قائل ولكن هذه الأحاديث صحيحة وهذا فعلاً ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنني أقول لا ريب في ذلك ولكن ماذا عن طريقة عرض هذه المعاني وماذا عن التوافق القائم بين هذه الأحاديث وبين قوله تعالى: (….أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) )
وقوله صلى الله عليه وسلم « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له »
ألا يجدر بنا أن نحسن التوفيق والترابط بين هذه المعاني ولا نعزز أحدها على حساب الآخر كي يتوازن الناشئ بين النقيضين فلا يميل كل الميل إلى كفة الأمل فتغلبه الذنوب ويصبح في أحسن الأحوال منافقاً كما لا يأخذه اليأس إلى قاع مظلم فيرى أن قبول الطاعات أمر صعب فيحبط ويهوي في مكان سحيق لا خروج منه!!!…
أترك للأخوة القراء المجال مفتوحاً لإغناء هذا الموضوع بهدف إحداث نقلة نوعية في تكوين وعي جمعي يتعلق بممارستنا للعبادات بحيث تغدو هذه العبادات ممتدة خارج أوقاتها تصبغ سلوكنا وأفعالنا بطابع الشرف العظيم وهو أننا مسلمون عقيدة وعبادة وسلوكاً
كُتب هذا الموضوع
في الجمعة, أكتوبر 15th, 2010 الساعة 4:29 ص في قسم شارك برأيك....
يمكنك متابعة الردود عبر خلاصات RSS 2.0.
ويمكنك اضافة رد, او اضافة تتبع لهذا الموضوع عبر موقعك.
نجاة
نعم، يجدر بنا ذلك
لهذا لم أعد أستمع للمواعظ عمومًا، يفتقد أغلبهم للاتزان
لا شيء أجمل من أن يستعرض الإنسان الأحاديث والآيات بنفسه يوازن معانيها الكاملة في نفسه
أكان هذا مع النشئ، أو في تزكية النفس
أبو جعفر
السلام عليكم..
تماما كمن يقول, لا تخش من الإصابة بالجراثيم والطفيليات فلدينا الصادات والعلاجات القوية.. والناصح يعلم أن هناك من الجراثيم ما هو معند لا يستجيب لأي علاج, ومعظم الفيروسات ليس لها علاج إلا الزمن, وأن بعض مضاعفات الأمراض أخطر من المرض نفسه بكثير..
قال تعالى: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين.
هو ظن بالله ومغفرته وعفوه, ولكنه مبني على طريق لم يشرعه الله سبحانه, فلم تتحقق المعادلة ولم تنتج النتيجة المرجوة..
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا.
م.س
السلام عليكم جميعا.
منذ مدة طويلة وأنا أتلقى من أصدقائي ومعارفي نفس المعاناة لدى تبادلنا تنفيس الهموم حول انقطاع التواصل بيننا كآباء وأمهات وبين أبنائنا في الجانب الآخر , ولم يقتصر الأمر على من هم في أحضان الإسلام بل تعداها إلى أصحابي المسيحيين وحتى الأجانب منهم الذين ينتمون إلى الدول الغربية. وما أمر دعوة الأهل لأبنائهم إلى طاعة الله إلا جزءا تعكس الإستجابة له مدى احترام الأبناء لتوجهات آبائهم وخبراتهم .
كثيرا ما حاولت دفع الأمور باتجاه ما أتمناه لأبنائي بالنصح المباشر أو بالتلميح ودائما أجدني محتاجا للصبر أمام ردة الفعل ولكني لم أعد أستغرب الأمر بعد أن توصلت للقناعات الآتية :
أولا : أن أبواب المعرفة الإلكترونية من إنترنت وهاتف محمول والمفتوحة على مصراعيها أمام أبنائنا وفي خلوتهم التي نتجنب نحن اقتحامها عليهم أضحت أشبه بوجود آباء وأمهات كثر ومن ينابيع مختلفة يشاركوننا تربيتهم بل حتى إقصائنا عن تلك المسئولية بسبب انشغالنا بالأعمال وطلب الرزق .
ثانيا : إن نفسي التي بين جنبي تدافعني في كثير من الأحيان لركب تلك الموجة العاتية من شهوات الدنيا بكل أشكالها وتتباطأ عن السعي في دروب الطاعة فأجدد زجرها وأقودها قسرا في بعض الأحايين إلى مرضاة الله , ولا أتحدث إلا عن الأوامر التي لا تكلفنا إلا الجهد اليسير فما بالكم بما هو أعظم عند الله. وكما قال تعالى ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ” إلى كامل الآية فأين نحن من ذلك.
ثالثا : أن الله ولحكمة بالغة قد خلق الخلائق في ترابط عجيب بين شكلها الخارجي من جهة وبرامجها المثبتة في أدمغتها وحتى ضمن الصنف الواحد . فمن الحيوانات ما يتميز بالنشاط والمثابرة ومنها الخمول الكسول ومنها الاجتماعي ومنها الفردي ومنها اللاحم ومنها العاشب الخ وكل ذلك يمكن تفصيله لدى مشاهدة الصورة فقط…وتجد في الموسوعات العلمية صورا لكل فصيلة وتفصيلا دقيقا لخصائصها وميزاتها .
رابعا : إلا الإنسان سبحان الله ولحكمته تعالى جعل في الأسرة الواحدة ولأب وأم اختلافا عجيبا في برامج أدمغة أبنائهم حتى أنه رغم كل جهد التربية وأسلوبها الواحد فإن الإستجابة تكون مختلفة إلى درجة يمكن معها تشبيه طبائع الأولاد بطبائع فصائل الحيوانات. فحب المال أجده شبيها لحب اللحوم عند الحيوانات اللاحمة من الصعوبة بمكان تبديله , فالولد الأناني يحمل من نعومة أظفاره تلك الخاصية وهناك الولد الهادئ والولد الذكي والفطن وآخر مكار وآخر كسول وفردي وآخر اجتماعي والاختلافات كثيرة .
وقد ترك لنا ربنا كأهل حيزا نملؤه في أدمغة أبنائنا وحيزا آخر لهم هم ليدخلوا فيه بعض التوجهات والمعلومات واجتماع كل تلك الثلاثة حقول تمثل المعالج تماما كما في الكومبيوتر والذي سينتج لاحقا كافة ردود الأفعال تجاه رغباتنا ونصائحنا لأبنائنا…. والدليل :
انظروا إلى قصة قابيل وهابيل ولدي آدم عليه الصلاة والسلام.
أنظروا إلى سيدنا نوح وابنه هل من شك في صلاحيته في تربيته.
انظروا إلى سيدنا موسى رغم كل ضغوط الفتنة في قصر فرعون وكنفه فقد قال الله تعالى ” إنك بأعيننا ”
حتى أني شبهت أدمغة أبنائنا برقعة الكلمات المتقاطعة التي تصدر في الصحف كل يوم فمساحتها واحدة وفيها مربعات سوداء هي البرامج التي ثبتها الله وفيها المربعات البيضاء لتملأ , جزء للمربي وجزء للولد حين يكبر.
إن هذه الفقرة ذات موضوع طويل يمكن لاحقا إن تكرمت الأخت سهير أن نفتح بابا للحوار لأجله.
أخيرا : منذ مدة شهر تقريبا وضمن برنامج على قناة الجزيرة حول تربية أولاد اليهود في بريطانيا فقد تفاجأت حين قال مدير لأحد مدارس الأولاد اليهود بأنهم لا يسمحوا لأولادهم بمشاهدة التلفاز والإنترنت حتى سن معينة . إنهم يعلمون خطورة ذلك.
نحن حقيقة بحاجة شديدة إلى عون الله لنكون أولا قدوة حقيقية صالحة لأبنائنا داخلا وخارجا ومن ثم للتجمل بالصبر في تقبل ردود الأفعال والحكمة في الوعظ والتوجيه . نحن بحاجة لأن يقول لنا ربنا ولأبنائنا ” أنتم بأعيننا”.
للفكاهة : أنا أقترح على كل من أراد أن يفكر في هدية للأصحاب بمناسبة مولود جديد أن يقدم لهم صابونة في علبة جميلة , وذلك لغسل اليدين سلفا منه بسبب كل تلك الفتن.
ابن المدينة المنورة
أختلف معك أستاذة سهير، لم تكن يوما الدعوة إلا الطاعة مشجعة على المعصية
أنا أعرف قصدك من مقالك، ولكن الحديث الذي ذكرتيه عن تكفير الذنوب بين العبادات مثال عجيب
هل تعلمين يا أختي أن لي صديق لا يصلي ولا يصوم ويفعل كل المنكرات وعندما نقول يا فلان لماذا لا تصلي؟ فيجيبنا وما فائدة الصلاة وأنا لم أترك خطيئة إلا وارتكبتها
فصديقي هذا أليس من الأفضل أن نذكر له هذا الحديث؟
يا أختي الكريمة واستاذتي الفاضلة: الله عز وجل يحب منا أن نثني على أسمائه ومنها العفو الغفور اللطيف الغفار ونحوها، فهذه الأحاديث نقولها ليترسخ في العقول تلك المعاني على عفو الله
لانه بكلامك هذا كأنك تعنين أن نعد للمائة قبل أن نذكر للناس أحاديث وآيات المغفرة
طيب ما رأيك بالآية: (يا أيها الذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) والآية( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والأحاديث الكثيرة جدا التي تدل على فضل الله ومن ضمنها: أن صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبلها والتي بعدها وكذلك صيام يوم عاشوراء، وقال صلى الله عليه وسلم: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) وحديث(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)
وكذلك حديث(إن العبد إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب واستغفر نزعت منه والا فذلك الران الذي قال الله عنه: كلا بل. ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) والكثير من الأحاديث الدالة على كرم الله
فهل أفهم يا استاذة سهير من كلامك أن ذكر هذه الأحاديث للناس هو الذي شجعهم على فعل المعصية
يتبع…
ابن المدينة المنورة
اليوم أنا موجود في الرياض وقد خطبة لفضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، وقد كانت خطبته عن الشفاعة وذكر أحاديث جعلتنا نشتاق للجنة ونطمئن أن الله سيعفو عن كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان..
فعندما خرجت من المسجد وانا مطمئن لعفو الله عز وجل هل ذهبت لأزني أو أشرب الخمر وأعصي الله طالما أن في قلبي مثقال ذرة من ايمان؟ لا والعياذ بالله بل وجدت نفسي استحي من الله على ذنب ارتكبته البارحة!
يتبع…
ابن المدينة المنورة
يا أختي الكريمة: أنا معك في وجود أناس يفعلون المعاصي ثم يقولون: نحن نصلي ونصوم والله غفور رحيم! فهؤلاء يجب أن نوضح لهم أن هناك معاصي كالظلم والغيبة والسرقة لا يغفرها الله إلا إذا عفا عن العبد
ثم انه كما يوجد ترغيب فالترهيب موجود أيضا
والمؤمن يساوي بين جانب الترغيب وجانب الترهيب مع تغليب أحدهما عند الضرورة، وهنا تظهر حكمة وفطنة العالم أو الخطيب عند مخاطبته للناس ومدى قدرته على تحديد كيفية مخاطبتهم، بالترهيب أم الترغيب
والغريب أن هناك من ينكر على بعض الخطباء ذكره الدائم للنار والقبر والقيامة وأهوالها وعذاب الله بحجة أن هذا قد ينفر الناس فلما تحولوا للجنة وما فيها من نعيم ومظاهر عفو الله قالوا أنهم يشجعون الناس على المعصية!!
وما أجمل أن نتأمل ونتفكر ونعمل ب قول الله عز وجل:( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم- وأن عذابي هو العذاب الأليم)
يتبع…
ابن المدينة المنورة
كثير من الشباب المتحمس قرأ قول الله عز وجل:
يا أيها الذين آمنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا..
فذهب وفجر نفسه
هنا أتساءل: هل كان بوش على حق بمطالبته بالغاء آيات الجهاد لأنها بزعمه تساعد على الارهاب؟
وهل مطالبة بعض العلمانيين بتغيير المناهح السعودية التي تحث على الجهاد صحيحة؟
هناك من الرجال سمع قول الله عز وجل:
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
فذهب وتزوج أربعة وهو غير قادر على أن يعطي للأولى حقوقها الزوجية!!
فهل إذا طالبتنا بعض النسوة بعدم ذكر هذه الآية -بحجة طيش بعض الرجال- نوافقهن على ذلك؟
إن وجود أناس جهال قد طمست بصيرتهم ولا يفهمون معاني الآيات أو الأحاديث لا يعني أن نعيد النظر في كيفية طرح الآية أو الحديث بل يجب أن تعالج عقولهم ونفهمهم أن ديننا كامل شامل والذي وضعه هو الله
فكما يوجد في القرآن
مثنى وثلاث ورباع
فكذلك يوجد
فإن لم تعدلوا فواحدة
وكذلك كما قرأنا في القرآن
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم
فكذلك نحن نقرأ بعدها مباشرة
وأن عذابي هو العذاب الأليم
admin
أخي ابن المدينة المنورة: لقد قلت في القضية التي اطرحها للنقاش ما يلي:
ألا يجدر بنا أن نحسن التوفيق والترابط بين هذه المعاني ولا نعزز أحدها على حساب الآخر كي يتوازن الناشئ بين النقيضين فلا يميل كل الميل إلى كفة الأمل فتغلبه الذنوب ويصبح في أحسن الأحوال منافقاً كما لا يأخذه اليأس إلى قاع مظلم فيرى أن قبول الطاعات أمر صعب فيحبط ويهوي في مكان سحيق لا خروج منه!!!…
المغفرة والرحمة معاني رائعة بلا شك وأفضل الأساليب التي تشجع العاصي على التوية والإقبال على الله ولكنني لا أتحدث عن هذه الحالة بل أتحدث عن الناشئة…. كيف نشجعهم على الطاعة دون أن نسوغ لهم ارتكاب الذنوب…
برأيي عندما نقول للناشئ: الصلاة تمحو الذنوب علينا ان نقول لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا مثلاً (كم كيلو من الذنوب تمحو …) أنا أرى أن التشجيع على الطاعة للناشئة من الأولى أن يكون بالتركيز على أهمية أن الصلاة تنهي صاحبها عن فعل المنكرات والفواحش وإن غفران الذنوب لا يكون للذنوب التي هي منهج للحياة والتي يرتكبها الإنسان ويصر عليها بذريعة أنه يصلي…
إن أمر الوعي بكون الدين عبادة وسلوكاً لا يغني أحدهما عن الاخر من أهم القضايا التي علينا أن نهتم بها ونحرص على تفعيلها في نفوس الناشئة بحكمة بالغة…
توفيق
الموضوع برمته مرتبط بتربية النفس والمواضبة على الطاعات، فكيف يكون المرء ناصحا لغيره ولأبنائه ويأمرهم بالصلاة مثلا وهو متهاون فيها لا يصليها في وقتها وقد لا يصليها أصلا عندما يكون منشغلا، فالأبناء ووفق نظريات علم النفس يتأثرون بأبائهم ويقلدونونهم ويرون فيهم مثلهم الأعلى إضافة إلى التوريث الجيني والصفات المكتسبة، وبالتالي فإن أخلاق الطفل وسلوكياته ستنبع في بدايتها من الأسرة التي نشأ فيها وترعرع، ثم تأتي تأثيرات المحيط بداية من الجيران والأهل والمدرسة، أي أن جملة هذه العوامل هي التي تنتج شخصية الفرد، لكن هذا لا يعني أن إبن العالم سيكون عالما بالضرورة أو إبن الفاجر سيكون فاجرا بالضرورة، فحياة المرء من صنع أفكاره، فإذا أراد طريق الصلاح أصلحه الله وإذا أراد غير ذلك وأصر على المعاصي فلا يلومن إلا نفسه، لكن مع ذلك فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله واجب على كل مسلم بداية بنفسه ثم أسرته ثم يتوسع في ذلك حيث شاء ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وخلاصة القول أن صلاح الفرد ثم الأسرة سيؤدي بالضرورة إلى صلاح المجتمع، وهو فحوى الرسالة المحمدية التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم ودليل ذلك أننا مسلمون، فلولا انتقال هذا الدين من فرد إلى فرد ومن أسرة إلى أسرة ومن مجتمع إلى مجتمع عبر الدعوة إلى الله لما وصل إلى مشارق الأرض ومغاربها وظل صامدا أربعة عشرة قرنا ولله الحمد.
admin
أخي ابن المدينة المنورة تتمة للرد أقول:
لقد ذهبت بكلامك مذهباً بعيداً عن القضية المطروحة فلم أطرح أو أقدم أي اقتراح لإلغاء بعض الآيات أو الأحاديث من مناهجنا خوفاً من أن تصادف أناساً طمس الله على قلوبهم كما أنني لا أقول الترهيب أبلغ في النفوس أبداًَ على الإطلاق إننا في الدعوة إلى الصلاة نرغب بأدائها عندما نذكر فضلها وثواب إقامتها على وقتها والخيرات التي يجنيها المصلي في حياته وآخرته ولكن ماذا عندما يكون التشجيع عليها من باب أن أداءها يمحو الذنوب… والاقتصار على ذلك!!!
أليس في هذا تشجيع وتعزيز للأمان والاطمئنان (في نفس الناشئة الذين لست منهم بالتأكيد) حيال ارتكاب الذنوب…. أليس من الأولى أن نؤكد على ضرورة أن من يصلي لا يتعبد الله بالدقائق التي يقف فيها بين يدي ربه فقط بل هذه الدقائق تكون حصيلة لصلاته الممتدة على مدى ساعات يومه… حتى إذا صعفت نفسه فارتكب ذنباً كان يعلم أن وقوفه بين يدي ربه مغفرة لهذا الذنب الذي لن يكون منهجاً لحياته…
أرى أننا نلتقي أكثر مما نختلف أحترم رأيك وشكراً لمرورك
admin
شكراً للأخوة م. س على إضافته الغنية والأخ أبو جعفر والأخ توفيق على أضافتهما ورؤيتهما
وأقول للأخت نجاة من الجميل أن يرجع المرء بنفسه إلى الآيات والأحكام مع مراعاة أن ليس كل إنسان يمتلك قاعدة فكرية متينة تجعله يصل للحقائق ويحقق لنفسه التوارن…
ابن المدينة المنورة
أختي سهير: كلامك كله على عيني وراسي، وسأوضح مقصدي بمثال-لا يتعلق بالطعام حتى لا تزعل من سمت نفسها ب رزونة
أظنك يا استاذة سهير قد عملت في مجال التدريس سابقا
ألم يحصل أن قلت يوما للطالبات في بداية السنة: لن ترسب عندي أية طالبة بإذن الله، جدوا واجتهدوا وأوعدكم أن تنجحن جميعا، وبدأت تبسطي لهن الأمر وتتلاطفي معهن وأنت استاذتهن، فماذا كانت نتيجة هذا الأمر؟
كانت نتيجته أن أحبتك الطالبات حبا جما وأصبحت حصتك الدراسية من أمتع الحصص ، واجتهدت الطالبات ليس لأجل النجاح فحسب وانما محبة فيك وارضاء لك..
ثم لما مرت شهور لاحظت أن بعض الطالبات أصابهن الكسل والتراخي في الواجبات التي أمرتيهن بفعلها-مع استمرار محبتهم لك- فنصحتيهن عدة مرات ولما لاحظت عدم الاستجابة هددت وقلت: صحيح أنني قلت أنه لن ترسب عندي أية طالبة لكن هذا لا يعني الركون، لأن قولي السابق في بداية السنة يعني عدم رسوب أي طالبة تجتهد وتحاول وتعمل ما بوسعها ثم لو أخطأت من غير تعمد أو أخطأت وعادت عن خطئها تجاوزت عنها، أما أن تهمل دائما ولا نية لها في الاجتهاد فإن مصيرها الرسوب الحتمي
عندها خافت تلك الطالبات وعدن الى اجتهادهن
السؤال:هل يلومك أحد على قولك الأول والذي كله ترغيب؟
إنك قد كسبت محبة الطالبات بترغيبك، وان حصل بعض التقصير منهن فقليل من الترهيب كفيل بردعهن
لأن الترهيب ان كان من المحبوب كان وقعه أكبر وتأثيره أعمق
ولله المثل الأعلى
ولله المثل الأعلى
ولله المثل الأعلى
أختي سهير: أنا لم أقل أنك تدعين لالغاء الآيات، وحاشا لله أن تقولي ذلك وحاشا لله أن أشبهك ببوش***
خالفتك فقط في قولك عن كيفية طرح الحديث
لان المسلم لا يسمع حديثا ثم يمضي
بل مرة يسمع ترغيب ومرة ترهيب ومرة ثواب ومرة عقاب وهكذا حتى يعرف الله حق معرفته
شكرا لك استاذتي الفاضلة
خالد حسن
السلام عليكم جميعا ان هذا الموضع طويل جدا و يحتاج لنقاشات واسعة لكنما لفت نظري هو الحديث الذي كتبته السيدة سهير على لسان الرسول عليه الصلاة و السلام للإفادة اقول يا سيدة سهير بأن الحديث هو موضوع و ضعيف جدا و لم يرد على لسان الرسول عليه الصلاة و السلام و هذا الكلام ايضانقلا عن الشيخ العريفي .اعتذر على قرائتي السريعة اخت سهير لضيق الوقت و لي عودة ان شاء الله ان تسنى لي ذلك سلامي للجميع
توفيق
ما أود إضافته أيضا وهو يدخل في إطار موضوعنا أن الآباء سابقا كانوا عندما ينصحون أبنائهم يكون ذلك بطريقة الترغيب والترهيب فتارة يجزل لإبنه العطاء عند حفظه جزء من القرآن الكريم وتارة يعاقبه عقابا شديدا عندما يسيء إلى جاره أو يترك صلاته مثلا، أما اليوم فالتركيز على الشكليات دون المحتوى أفرغ الأشياء من محتواها فقد صار الآباء يأخذون معهم أبنائهم إلى المسجد فترى الطفل يجري من ركن إلى ركن داخل المسجد، ويلهي الكبار عن الخشوع بحركاته ولعبه وكلامه أثناء الصلاة ، وبالتالي أصبح المسجد مكانا للعب والتسلية عند الأطفال وأحيانا تعمد بعض الزوجات سامحهن الله إلى إرفاق الإبن مع أبيه عند ذهابه إلى المسجد لتتفرغ هي لأشغال البيت، فكيف بربكم سيتعلم هذا الولد دينه وقد ارتسمت بذهنه الصورة الترفيهية لدور العبادة بدل صورة المكان المقدس الذي يجب احترامه، وكيف سيعرف البعد العقائدي لأضحية العيد وقد ارتسمت بذهنه أنها مناسبة للتباهي بالأضحية ولأكل اللحم لا أكثر ولا أقل، وكيف سيعرف قيمة الصوم وقد رأى من حوله يضربون عن الطعام والشراب فقط وما عدا ذلك فهو جائز، وكيف سيعرف قيمة الحج والعمرة وقد رأى أن ذلك مرتبط بكبار السن بالنسبة للحج وبالتجارة بالنسبة للمعتمرين، هذه وللأسف نظرة الكثيرين لشعائر دينهم فماذا سيورثون لأبنائهم غير ذلك … يتبع
مضر صعب
أولا الحمد لله على السلامة
وشكرا لك على هذا الموضوع المميز
مضر صعب
اتمنى لكم دوام التوفيق
Manal
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكر الإعلامية سهير على الموضوع فهو من الأهمية يحتل حيزاً كبيراً ويحتاج إلى نقاشات مطولة من ذوو العلم والمعرفة ولست منهم إلا أني سأوجز رأيي في كلمات قليلة
عندما تريد من الإنسان أن يلتزم بتعاليم الدين فعليك أولا أن تنشئ الرابط بينه وبين هذا الدين
أي اجعله يشعر بالانتماء إلى دينه … اجعل حب الإسلام يتغلغل في أعماقه … ازرع في نفسه القيم العليا التي جاء بها الإسلام وهذا لابد أن يكون منذ الطفولة فإن مضت فلا بأس ولكن الأمر عندئذ سيحتاج جهاد وصبر طويل … هذا ولا بد من وجود القدوة القادرة على أن تحمل راية الإسلام من جهة والفاعلة في المجتمع من جهة أخرى …
لفت انتباهي من قال بأن اليهود يمنعون أبنائهم عن مشاهدة التلفاز و الإنترنت حتى عمر محدد ، فهل تساءلتم أخوتي لما ؟ لأنهم يزرعون مبادئهم الفاسدة في عقول أطفالهم ويبثونها في نفوسهم ويغلقون عليهم الأبواب حتى تصبح لديهم عقيدة راسخة ومن ثم فإنهم يفتحون لهم الأبواب المغلقة لعلمهم يقينا بأنه مهما بلغ الذي سيتلقونه من العالم الخارجي فإنه لن يغير ما احتوته نفوسهم المريضة.. هذا والعقيدة فاسدة تلك التي تتعارض والفطرة
ما نحتاج إليه آباء مسلمون حقيقيون يزرعون عقيدة الإسلام الحق في نفوس أبنائهم حتى لا يحتاجوا أن يوجهوهم لطاعة أو لمعروف لأن أبنائهم سيكونون حريصين عليها بحبهم وبتوجههم وبإرادتهم … وأعتذر ولكن مثل هؤلاء باتوا قلة قليلة
أخت سهير الموضوع الذي اخترت أيقظ في قلبي أسى كبير لأني أشعر دائماً بأننا كما وصفنا المسلمون القادمون من الغرب بلد مسلم بغير مسلمين ، وكم كنت أتمنى أن توقظ هذه الكلمات نفوسنا الغافية تحت ركام الحياة …
أسأل الله أن يرد شبابنا وشاباتنا إلى الإسلام رداً جميلاً وأن يهديهم سواء الصراط.
أشكركم جميعاً وجزاكم الله خيراً
أمينة السوسو
هذا الموضوع خطير وما ذكره الأخ ابن المدينة كافي وصحيح ولكن اسمحوا لي أن أنوه لنقطة هامة جدا ألا وهي مقاصد الشريعة هل نفهمها تماما كما أمرنا البراي عز وجل على لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم؟ سؤال برسم (الأخلاق والدين) للأسف في بلدنا عندما يدرس مقرر التربية الإسلامية فهو يدرس كمادة جانبية مثلها مثل الرياضة والموسيقا فحتى عندما نسأل أي شخص متعلم ومثقف عن معنى التوحيد الحقيقي والعقيدة تأكدوا لن يستطيع الإجابة بمنطقية وإقناع والأمر الآخر حتى في مجال الدعوة في الجوامع ومدارس الشريعة للأسف الشديد التركيز على فقه العبادات فقط واللغة العربية والتفسير ولكن ماذا عن باقي ما ورد في الشريعة الإسلامية وهي الشريعة الأكمل على وجه الأرض إذا في النهاية الخطأ في طريقة التدريس والتربية في البيت وفي كل مكان والأمر الآخر التطبيق وللأسف الشديد بات إيجاد القدوة الصالحة للشباب والبنات وخاصة في عمر المراهقة أمرا صعبا جدا وأهم أسس التربية هي القدوة الصالحة وسأذكر مثال بسيط جدا: في المدرسةعندما كنت أدرس الطلاب أحد الموجهين في المدرسة يدخن كثيرا وبنفس الوقت يضرب الطالب الذي يمسك بالسيكارة أليس من الأولى أن لا يدخن أمام الطلبة قبل أن يطلب منهم ذلك؟؟؟
م.س
السلام على من اتبع الهدى وكم هو جميل أن يجد الواحد منا تلك المائدة المستديرة لتبادل الآراء والأفكار والخبرات حول مواضيع تكاد تكون جوهر حياتنا ووجودنا والتي تهرب من بين أيدينا في خضم التهافت على الدنيا بتعدد أشكالها ومتطلباتها.
كثيرا ما كنت أتساءل عن مدى صحة جاهلية العرب في الجزيرة قبل الإسلام بما تحمله من معنى والتي وردت في كثير من الدراسات وكتب التاريخ الإسلامي , وعن الحكمة وراء خص تلك الجاهلية بالرسالة الأخيرة من قبل لله إلى عباده وخاصة أنها عامة للبشرية.
وكم سلطت تلك الدراسات الضوء على نواح اجتماعية ومعتقدات خاطئة مرتبطة بعقيدة الشرك وتعدد الآلهة آنذاك وانغماسها في الملذات .
ولكن ما حيرني كثيرا الاندفاع الهائل لأفراد تلك البيئة وإنجازاتها حين اعتنقت الإسلام والتي يصعب علينا تخيل تضحياتهم وجهودهم في نشر تلك الرسالة…
إلى أن أدركت من خلال الكثير من قراءة تاريخ حياة هؤلاء القلة سواء قبل اعتناقهم الإسلام أو بعده , نعم أدركت أن الله قد أودع رسوله عليه الصلاة السلام في ذلك المجتمع البعيد عن فساد مراكز حضارات تلك الحقبة والمتحلي بكثير من الأخلاقيات والصدق المتأصل بعيدا عن الكذب و النفاق . ولقد عرفوا , حتى أعتاهم في الكفر, معنى كلمة لا إله إلا الله وأنها تغيير لكافة نواحي الحياة وأبوا أن يعطوا الرسول الكريم تلك الكلمة حين سألهم أن يقولوها فيملكوا العرب.
لقد حمل أفراد ذلك المجتمع القابع في جوف الصحراء بذور حمل الرسالة بما حملوه في قلوبهم من صدق في اتباع معتقدهم بعيدا عن الكذب والنفاق .
وأنا أرى اليوم الخطأ الكبير الذي أخطأناه نحن وآباؤنا في حق الأجيال اليانعة وذلك بتدريبها على الكذب والنفاق والاستغابة بأشكال كثيرة جل هدفها تحقيق المصلحة الشخصية الآنية وفي التعاملات اليومية وأذكر القليل هنا :
* في المدرسة حين كنا نختلس النظر أ ثناء الإمتحانات المدرسية أو الجامعية إلى أوراق زملائنا والتشجيع على مثل ذلك التصرف من قبل الكثير حتى بعض المعلمين أو في أسوأ الأحوال سكوت الأهل وعدم التوبيخ والإصلاح.
* الإعتماد على استخدام الوثائق الكاذبة كالتقارير الطبية أو شهادات الخبرة وحسن الأداء أو شهادات زور أو شهادات منشأ كل ذلك لتبرير أو تمرير المصالح الشخصية أو التهرب من الخدمة الإلزامية أو التهرب من الضرائب بحجة الشطارة وعلى كافة المستويات بدون استثناء.
* عدم قول كلمة الحق والصدق وما يخالج الصدر حرصا على دوام الصحبة والمصلحة المنظورة.
كيف لنا أن نقنع أولادنا بالثواب والعقاب والخوف من الله ونحن نسقي شجرة النفاق كل حين بل نميت الصدق الفطري في قلوبهم الصغيرة والتي هي المركب الذي كان يمكن أي يكون فسيلة الضمان لإلباسهم رداء الإخلاص في الإيمان والعمل لأجله.
أحاول جاهدا تلمس الصدق في كل صغيرة وكبيرة رغم أن تدافعي مع الشيطان شديد .
أتمنى أن أكون قد تركت في يد أبنائي شعلة الصدق التي لا بد أن تقودهم إلى الحق مع أول إطلالة لفجره.
حقيقة إن الصدق هو مفتاح خشية الله وحبه والعمل لأجله.
إنها الكلمة الطيبة التي ذكرها الله والتي يظن المرء أنها قد ذبلت وماتت كالشجرة في فصل الشتاء ولكن أكلها سيأتي مع إطلالة أول ربيع.لأكم جميعا دعائي
المصير
بسم الله الرحمن الرحيم … تحياتي للأستاذة سهير والسيد إبن المدينة المنورة ..ولكل ألأخوة والأخوات ..
قد يعتقد البعض حين يبدأ بقراءةردي أني ذهبت بعيداً عن موضوع النقاش لهذا أتمنى منكم قراءة ردي إلى نهايته واسمحوا لي هنا أن أتحدث بموضوعية (قد يفهمها البعض انحرافاً عن الإيمان).
في العنوان ( متى تكون الدعوة إلى الطاعة مشجعة للمعصية ) ..هذا ما كنت أبحث عنه في كل تساؤلاتي الدينيةوالدنيوية ولكن بشكل آخر ..لماذا نرى المسلمين اليوم بهذا الضعف وهذا التشتت رغم أن مفتاح القوة معهم ؟؟ لماذا (يمارس) المسلمون عباداتهم ومن ثمّ يرتكبون المعاصي (إيماناً بالمغفرةالقادمة)وبذلك يصبح المؤمن كمن يملأ دلوه من ضفة نهر ..ليعيد الماء إلى النهر من الضفة الأخرى ( جهد بلا نتيجةينفي سبب وجودنا)مالغاية من وجودنا إذاً ولماذا خلقنا الله تعالى؟.. لماذا فرضت العبادات ,ما هو الإيمان ,هل نجد بعد قراءتنا للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة (التي استند إليها كل من الأستاذة سهير والسيد إبن المدينة)تناقضاً واضحاً وأزيد على ذلك :
كيف يغفر الله الذنوب في كثير من آيات القرآن ..ويقول في آيات أخرى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ).
ما سأقوله الآن هو حلقة من حلقات عدة كانت نتيجة تفكير طويل ونقاشات عدة مع كافة شرائح مجتمعنا بدءاً من الملحدين ..وصولاً إلى العديد من علماء الدين ..لست في وارد شرحها (الحلقات) هنا كي لا نتوه عن محور نقاشنا …
هذه كانت المقدمة ..أعتذر عن الإطالة …في ردي القادم ..أتابع معكم …
تحياتي لكم
المصير
السلام عليكم مرة أخرى …
مرة أخرى ( متى تكون الدعوة إلى الطاعة مشجعة للمعصية ) لا يمكن أن نجد الإجابة على هذا التساؤل دون أن نفهم أمرين :
الأول : لماذا فرض الله علينا العبادات
الثاني : ما هو الإيمان ؟
أبدأ من تعريف الإيمان :
الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العقل ..
وهنا نجد شرطين أساسيين لاكتمال الإيمان ..الأول روحي مرتبط بوقوره في القلب
الثاني منطقي مرتبط بتصديق العقل له ..
وبغياب أي من هذين الشرطين لن يكون الإيمان مكتملاً أبداً ..
والعلاقة بين هذين الشرطين هي علاقة طردية حتماً ..فكلما ازدادت الروحانية ..ازدادت حاجة المؤمن للتفكير العقلي .. وازداد حافزه للبحث والتقصي لإثبات روحانيته
وكلما ازداد بحثه وتفكيره اكتشف عظمة هذا الكون وعظمة خالقه ..فيزداد رغبة في التقرب إلى الله ..
ثانيا : لماذا فرض الله علينا العبادات ؟
لا بد لنا من التبحر قليلاً في موضوع العبادات.. لنفهم الغاية منها :
الفرائض الأساسية هي أربع : إقامة الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ..
وأيضاً :
فقد أكد الدين الإسلامي على عبادات وفرائض أخرى , فطلب العلم فريضة , والجهاد في سبيل الله فريضة , والعمل فريضة ….. إلخ
إذا دققنا النظر قليلاً في هذه الفرائض , نجدها تضم جانبين :
الأول : روحي مرتبط بالعلاقة مع الله تعالى , أي إن أداءها يزيد المرء تقرباً من الله , وبالتالي يزداد الجانب الروحي قوة , وحسب العلاقة بين الروحانية والمنطق فإنه لمن المفترض أن يزداد المنطق أيضاً .
الثاني : تربوي , يعلمنا كيفية أداء الرسالة التي كلفنا الله بها , وتهذب أخلاقنا , وفي هذا ما من شأنه أن يبني مجتمعاً قوياً متماسكاً
ولأن الجانب الروحي مفهوم وواضح في هذه العبادات , فإني سأقتصر في الشرح على الجانب التربوي :
أولاً _ الصلاة :
في الصلاة , وفي كل ركعة نقرأ سورة الفاتحة , وآيات أخرى من القرآن الكريم , وكما نعلم فإن القرآن الكريم , هو كتاب الله الذي يضم تعاليمه , من خلال آيات الأمر والنهي :
(( وجاهدوا في سبيل الله )) (( وأنفقوا مما رزقناكم )) (( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا )) (( ولا تقربوا الزنا )) (( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ((
والكثير الكثير من الآيات التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وفي هذا نموذج تربوي واضح جداً , يتكرر يومياً خمس مرات .
قال الله تعالى : (( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ((
وفي تفسير ابن كثير ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر , لا صلاة له ((
وروى الطبراني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر , لم يزدد بها من الله إلا بعدا ((
وورد أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : (( لاصلاة لمن لم يطع الصلاة )) وطاعة الصلاة أن تنهاه عن الفحشاء والمنكر .
بهذا يصبح الجانب التربوي للصلاة واضح جداً في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
ثانياً _ الصيام :
الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب بدءاً من صلاة الفجر وحتى صلاة المغرب .
أين الجانب التربوي في هذا ؟؟
الجانب التربوي يظهر جلياً في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري والترمذي وأبو داوود وابن ماجه وأحمد .وفي هذا تهذيب للنفس .
ولا أعتقد أن الموضوع بحاجة لشرح أوضح من هذا , إذ لا وجود لشرح أوضح .
ثالثاً _ الزكاة :
في الزكاة , يتحقق التكافل الاجتماعي , من خلال إعانة الفقراء والمحتاجين , بالاعتماد على الأموال التي جمعت من الزكاة : (( وفي أموالهم حق معلوم , للسائل والمحروم ((
فالزكاة , تجعل المجتمع كأنه أسرة واحدة , وبالتالي يزداد المجتمع تماسكاً وقوة ومنعة , كما أنها تهذب النفوس , فهي تحارب البخل , وتعزز في النفس خصال الكرم .
رابعاً _ الحج : إن أهم ما يميز الحج , هو وقوف الناس كلهم سواسية أمام الله تعالى , فلا فرق بين غني وفقير وبين ملك وعامل , وبين أبيض واسود , بالتالي فهو يعلمنا التواضع , وينهانا عن الاستكبار والاستعباد
إذا انتقلنا للفرائض الأخرى وبشكل مختصر :
طلب العلم :
قال الله تعالى : (( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء ((
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اطلب العلم من المهد إلى اللحد ((
هذان الدليلان من القرآن والسنة يؤكدان صحة القول ألا تناقض بين العلم والدين , ويؤكدان أهمية العلم في الدين .
العمل :
قال الله تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ((
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه((
الجهاد في سبيل الله :
قال الله تعالى : )) وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ((
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من مات ولم يجاهد ولم يحدث نفسه بالجهاد , مات على شعبة من نفاق ))
إذا دققنا في هذه الفرائض , فإننا نجد فيها الركائز الأساسية للدولة القوية (( العلم والعمل والقوة العسكرية ((
فالعلم : هو مجموعة العلوم النظرية
العمل : هو وضع العلوم النظرية موضع التطبيق (( وفي عصرنا هذا هو التصنيع((
القوة العسكرية : وهي الركيزة الضرورية لحماية الركيزتين السابقتين (( العلم والعمل ((
من هذا التفسير والشرح للفرائض والعبادات , نرى أنها جميعاً تشكل الأسس والركائز الأساسية , لبناء المجتمع القوي المتماسك .
بهذا المعنى يصبح للآية الكريمة (( وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون )) معنى واضح يقبله المنطق ويصدقه العقل , فالعبادة في أحد جوانبها , تربينا وتعلمنا وترشدنا إلى الطريق الصحيح لإعمار الأرض على أسس وقواعد العدل والمساواة والقوة , فالإنسان هو خليفة الله على الأرض , وهذه هي الرسالة التي كلفنا الله بها , ومدنا بكل الأدوات المساعدة والأسلحة اللازمة لأدائها , ودلنا على الطريق الصحيح لأدائها من خلال العبادات التي تعكس في جانبها التربوي كيفية بناء المجتمع القوي من خلال تعزيز القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة بالأمر بالمعروف , ومحاربة القيم السلبية والأخلاق السيئة بالنهي عن المنكر.
هنا ..عندما نفهم الطاعة جيداً ..نبتعد عن المعصية تلقائياً
ختاماً : أختصر كل ما أردت قوله ..بالآية الكريمة ( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم .
إنا نردد في صلواتنا الخمس آيات الله البيّنات .. ونخصص الكثير من وقتنا لقراءة القرآن الكريم ..لا لكي نتعلم ونطبق ما تعلمناه منه ..بل لأن في قراءة القرآن حسنة وحسنات ..ونصوم لأن عدم الصوم حرام ..لا كي نهذب أنفسنا .. نوزع الأموال على الفقراء ونذبح الذبائح لهم ..خوفاً من الحسد ..لا رحمة بهم ..نطلب العلم ونعمل لأنهما سيبل لجمع المال لا لأنه مطلب ديني ..
وقفة تحتاج للكثير الكثير من التأمل …وإعادة النظر في آلية تطبيقنا للدين ..
أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت … وأعتذر عن الإطالة مرة أخرى
تحياتي لكم
admin
الأخ الكريم اهلا بك في موقع إنسان جديد وشكراً لمداخلتك وإضافتك
واسمح لي أن أضيف أن اقتصار بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون إتماماً لمكارم الأخلاق كما عبر عليه الصلاة والسلام يوم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أكبر دلالة على أن ما جاء به من الشرائع والعبادات إنما هو يصب في هدف كبير وهو تزكية النفس التي من شانها أن تهيئ المسلم لعمارة الكون والحياة على النحو الذي أراداه الله تعالى للإنسان… كما أن اقتران الإيمان بالعمل الصالح ف يالاقتران لدلالة وأي دلالة على ارتباط المعنيين بحيث يكون أحدهما متمماً للآخر غير مستغن عنه…
شكراً لإضافتك ونرحب بك مرة ثانية ونرجو أن تجد في رحاب موقعنا كل مفيد
admin
أخت هبة ما تفضلت به صحيح وقد أفاض به الدكتور العمري في الكثير مما كتبه وخاصة في سلسلة كيمياء الصلاة وهو مبدئي الذي أتحدث عنهفي كل كل ما أكتب أهلا بك وشكرا لمرورك
رداد السلامي
الترغيب للعصاة في مسالة ان الصلاة مثلا تكفر الذنوب أمرا مهما لمواجهة الياس الكامن في نفوسهم من اقترافهم المعاصي ، اذا لا يجوز قطع الأمل بالمغفرة ، اذا بدأ يرتاد المسجد ويصلي وينتظم في اداء الصلاة فإن طبيعة العبادة هذه العبادة تنشيء في النفس حياة وتولد فيها النقيض وتولد في القلب الحياة والإحساس بجمال اداء الصلاة وفي النفس كذلك ، حينما يستشعر العاصي هذه الأحاسيس المناقضة للقبح في المعصية وما تنتجه من ضيق وألم وما تؤدي اليه من هموم ومشاكل فإنه يبدأ بمواجهة ذاته اي تتقوى فيه النفس اللوامة التي تواجه النفس الأمارة بالسوء فيحدث صراعا داخليا يجعل العاصي يدرك ان حسم هذا التناقض يتمثل في أهمية اجتناب المعصية التي تجعله يفقد طمأنينته وهدوءه النفسي وتسلب سلامه الداخلي انه يوازن بين أثر الطاعة وأثر المعصية وحين تفقد صلاته أثرها المولد لاحاسيس الهدوء والسلام والطمأنينة والتوفيق فإنه يدرك ان المعصية هي التي أفقدت صلاته الإيمان الذي يترتب عليه الخشوع حين أداءها ويترتب عليه أشرق النفس وهدوءها وانشراح الصدر والتوفيق الى الخير فطبيعة هذه الطاعة تقود الى الخير تلقائيا وتنسج لمن يؤديها ويقيمها ويحافظ عليها روابط الخير وامتداداته ، والمعصية تفقد الطاعة أثرها الإيماني المولد لتلك الأحاسيس وتقطعه عن روابط الخير وامتداداته لتصله بروابط الشر وامتدادته، اذا اذا قيادة العاصي الى الصلاة وترغيبه لمغفرة الله الذنوب من خلالها هي البداية لربطه بما يقوي فيه النفس اللوامة ويحدث لديه الانشراح ثم بعد ذلك فإن الصلاة اذا داوم عليها ستتكفل بنهيه عن الفحشاء والمنكر ..